الأربعاء، 20 مايو 2015
القديسة اليصابات، ملكة المجر
القديسة اليصابات، ملكة المجر
شفيعة الرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة للعلمانيين :
(1207- 1231).
هي ابنةُ ملكِ المجر. وزُوِّجَت وهي في الرابعة عشرة من لويس الرابع التورنجي، فأنجبت اربعة أولاد، وعاشت مع زوجها حياة صلاة وتأمل في الامور السماوية. مات زوجها وهي حبلى، فآثرت ان تعيش على الفقر. وأنشأت مستشفى، وجعلت تخدم فيه المرضى حتى ماتت قبل اوانها بذلا وعطاء. تُوفيت في مدينة ماربورغ في ألمانيا.
صلاة :
اللّهم، يا من يسّرت للقديسة أليصابات، ملكة المجر، أن ترى المسيح وتكرّمه في مساكين الأرض، أعطنا بشفاعتها أن نتطلع إلى كلّ من كان معوزاً أو مكروب النّفس، نقبل على خدمته بمحبّةٍ لا تكلّ. بربنا
القديسة فرَنْشيسْكا الرومانية، الراهبة :
القديسة فرَنْشيسْكا الرومانية، الراهبة :
(1384-1440) في مدينة روما.
كانت زوجة مثالية، ووالدة كثيرة الاهتمام بتربية اولادها الثلاثة.
وكانت من أشدّ النساء مواظبة على الصلاة، وخدمة المرضى والفقراء،
حتى انها وزّعت اموالها عليهم، في تلك الايام العصيبة. ومن فضائلها المدهشة: صبرها وتواضعها. وعندما ترمّلت، البّت من حولها بعض النساء، ممن رغبن في الحياة الرهبانية، عل من يقتضيه قانون القديس مبارك في الحياة الرهبانية.
الطفل مارسلينو ولد يتيم الاب والام
الطفل مارسلينو ولد يتيم الاب والام
كان فى احدى الاديره الايطاليه يعيش الاخوه فى سلام الرب وكان فى هذا الزمان جوع وظروف صعبه ماره بهذه البلدان فنزل الاخوه الى القرى القريبه لمد الدير بالمئون الازمه
فهما مارين باحدى القرى وجدوا طفل رضيع عمره ايام فاخذوه معهم الى الدير فامرهم رئيس الدير بالرجوع الى القريه والبحث عن ابويه فلما بحثوا لم يجدوا اى شخص يعرف الصبى عرضوا الصبى ليعيش مع احدى الاسر فلم يقبل احد بسبب الجوع والغلاء المار بالبلاد فى ذللك الزمان
تسميه القديس بهذا الاسم
و ارادوا ان يختارو للطفل اسم وكان لتسميته بهذا الاسم شي غريب وهو انه عندما كانو الرهبان ياكلون كان هناك واحد منه يقراء لهم سيرة قديس اليوم من السنكسار فكان قديس هذا اليوم القديس مارشيل فاختارو ذالك الاسم واضافو اليه مقطع نينو فهذا المقطع فى اللغه الايطاليه يعنى التصغير اى مارشلينو يعنى مارشيل الصغير لانه طفل فكبر هذا الطفل فى الدير ونمى فى النعمه فتعلم على يد اباء الدير الذين احبوه بشده وعلموه ان السيد المسيح هو ابوه الذى يحبه والسيده العذراء مريم هى امه التى تعتنى به
اخذ الطفل للقصر
وكان ابن 5 او6او7 سنوات تقريبا عندما كان فى هذه البلد احدى الحكام وكان لهذا الحاكم زوجه متوفيه وكان متكبر ومغرور جدا فكان يريد ان يجعل صوره لزوجته فى احدى جانب الكنيسه وفى احدى زياراته رآى الصبى فاراد ان ياخذه معه الى القصر ليجعله وريث له من خوف اباء الدير من بطش هذا المغرور سلموا لاراده الله و تركوا الصبى له فدخل هذا الصبى القصر فكانت الحياه مختلفه جدا فى الدير الحان وتراتيل وصوم وصلاه والنقض كان فى القصر
هرب القديس من القصر
فهرب الصبى الى الدير وترك القصر فذهب الوالى مع جنوده الى الدير لاخذ الصبى بالقوه وهددوا رئيس الدير
والرهبان ان لم يخرجوا الصبى سيحرقون الدير بالرهبان فالرهبان قد خبأوا الصبى فى اعلى عليه الدير وكان هناك صليب كبير للرب يسوع فعندما دخل الوالى وحراسه الى الدير وهددوهم بالقتل والحرق فلم يرضوا بتسليم الصبى لهم فقاموا بجمعهم واحراقهم فعندها قامت ريح شديده وتاء اطفت واردعت الوالى مع برق شديد
وعندما عادو الى العليه فلم يجدوا الطفل او تمثال السيد المسيح على الصليب فصعد الاثنان معا الي السماء
بركة هذا القديس تكون معنا
امين
القديس رومانوس الحمصي
القديس رومانوس الحمصي
لايُعرَف الكثير عنه ، لكن يُعْرَف إنه وُلِدَ في مدينة حمص ونشأ فيها وصار شمّاساً في كنيسة بيروت ثم انتقل إلى مدينة القسطنطينية في أيام الإمبراطور أنسطاسيوس الأول والبطريرك أُوفيميوس ( 490 ـ 496 ) .
كان مُحباً لله ، أميناً على خدمة والدة الإله ، مثابراً على الطقوس الكنسية . كانت مواهبه ومقدرته الصوتية دون طموحاته .
وحدث مرة في ليلة عيد الميلاد في كنيسة ( بلاشيرن ) في القسطنطينية ، أن ظهرَت له مريم العذراء وفي يدها ( طير دًرًّجْ ) أعطته إلى رومانوس ليأكله . وحالما ذاقه شعرَ بحلاوة شديدة في فمه فصعد على المنبر في الكنيسة وراح يرتِّل بصوت ملائكي النشيد المعروف بالقنداق (1) لوالدة الإله :
” اليوم البتول تلد الفائق الجوهر ، والأرض تقرب المغارة لمن هو غير مقترَبٍ اليه . الملائكة مع الرعاة يُمجِّدون , والمجوس مع الكوكب في الطريق يسيرون ، لأنه قد وُلِدَ من أجلنا صبيٌّ جديد ، الإله الذي قبل الدهور ” .
ومنذ ذلك الحين تدفَّقتْ موهبة الروح القدُس فيه واستمرَّت ليوم رقاده . وقد نظَمَ عدداً هائلاً من الأناشيد غطّى معظم أعياد السنة . وهو مُبْدِع الأناشيد المعروفة بالقنداق . ومن القناديق المنسوبة اليه مديح مريم العذراء الذي اعتادت الكنيسة إنشاده خلال فترة الصوم الكبير .
ويُقال إنه نظم ألفاً من هذه القناديق لم يبق منها إلاّ ثمانون . ويُذْكَر أنه أوّل من اعتاد أن يضع الحرف ” T ” قبل إسمه ، والحرف يُشير إلى كلمة ” Tapinos ” والتي تعني باليونانية,الحقير أو الذليل . هذه العلامة اعتمدَها الأساقفة فيما بعد فجاءت بشكل صليب صغير .
رقدَ القديس رومانوس بالرب في مدينة القسطنطينية شمّاساً في الكنيسة العُظمى سنة 530
تُعيِّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 1 تشرين الأول من كل عام .
وتخليداً له تمّ في حمص تدشين كنيسة أرثوذكسية جديدة تحمل اسمه في حي السبيل .
سيرة القدِّيس العظيم في الشهداء بندلايمون الشافي
سيرة القدِّيس العظيم في الشهداء بندلايمون الشافي
وُلِدَ القدِّيس العظيم في الشهداء بندلايمون في مدينة نيقوديميَّة وقد سُميَ عند ولادته باسم بندوليون الّذي معناه ” أسدٌ في كلِّ شيءٍ ” . بُدِّلَ هذا الاسم لاحقاً باسم بندلايمون الّذي معناه ” الكليُّ الرحمة ” .
رُبِّيَ بندلايمون منذ طفولته في الإيمان المسيحي وذلك لأنَّ أمَّه كانت مسيحيَّة . كانت الأمُّ تشرح لولدها وصايا الرَّبِّ وتجتهد في أن تجعله يشمئزُّ من الوثنيَّة . ولكن للأسف ماتت الأمُّ الصالحة عندما كان بندلايمون ما يزال صغيراً . وبقي الوالد يعتني بولده الصغير اليتيم . ولكنَّ الوالد كان وثنيَّاً غيُّوراً وقد كان يصطحب ابنه إلى هيكل الأصنام باستمرار . وأمَّا دروس الأمِّ الطيِّبة فسرعان ما مُحيَت من ذاكرة الولد .
وكان اسم والد بندلايمون أفستروجيوس . بدايةً أرسل الأب ابنه إلى المدرسة . وبعد فترةٍ سلَّمه إلى الطبيب المعروف أفروسينوس حتَّى يتعلَّم عنده مهنة الطب . كان بندلايمون الشاب ذكيَّاً وبارعاً جدَّاً . فأحبَّه معلِّمه كثيراً حتَّى أنَّه كان يصطحبه معه حيثما ذهب وقد كانا يزوران معاً القصرَ أيضاً حيث أنَّ أفروسينوس كان طبيب البلاط . أحبَّ الإمبراطور ماكسيميليانوس الشابَّ الوسيم وأمرَ أفروسينوس بأن يجتهد في تدريسه حيث أنَّه كان راغباً في أخذ بندلايمون لاحقاً ليعيش عنده . تحت إشراف المعلِّم المجيد كان بندلايمون يتقدَّم بنجاح وبسرعةٍ في دراسة العلوم وقد سبق زملاءَه في ذلك في فترةٍ وجيزةٍ .
كان بندلايمون يذهب إلى معلِّمه يوميَّاً . وكان طريقه يمرُّ بالقرب من بيتٍ فقيرٍ كان مسكوناً من قبل كاهنٍ مسيحيٍّ أخذت عليه السنون اسمه إرمولاوس . وكان بعض المسيحيين الآخرين يسكنون مع هذا الكاهن متخفيين من الوثنيين لأنَّه كان في تلك الفترة اضطهادٌ ضدَّ المسيحيين .
كان أسقف نيقوديميَّة أنثيمُس قد أنهى حياته بموت استشهادي منذ فترةٍ وجيزة . أحبَّ الكاهن إرمولايوس بندلايمون كثيراً وقد وضع الرَّبُّ في قلبه النيَّة الصالحة بتنوير الصبي بنور الإيمان الحقيقي . ذات مرَّةٍ دعاه إرمولاوس ليدخل إلى بيته وأخذ يسأله من هم والداه ومن أيَّة دينٍ هما وبماذا يشتغل بندلايمون . أجاب الشابُّ بارتياحٍ على أسئلة الشيخ الطيب وقال :” كانت أمِّي مسيحيَّةً وكانت تعبد الإله الواحد . وأمَّا أبي فينتمي إلى الإيمان الوثني ويسجد لآلهة كثيرة .”
فسأله السيخ : وأمَّا أنت أيُّها الشابُّ الطيب ما هو إيمانك ؟”
” عندما كانت أمِّي ما تزال حيَّةً كانت تربِّيني بحسب ناموسها وكنت أنا قد أحببت إيمان المسيحيين كثيراً . وأمَّا أبي فقد ربَّاني على الإيمان الوثني لأنَّه يرغب في أن أخدم في قصر ملكنا .”
وبعد أن سأل الشابَّ عن مهنته وتعليمه بدأ إرمولاوس يُكلِّمه عن الإله الحقيقي وصلاح يسوع المسيح والمعجزات الّتي كان يصنعها حينما كان ما يزال على الأرض وكيف أنَّه بكلمة واحدة كان يشفي المرضى ويطهِّر البرص ويقيم الموتى .
ذكَّرت كلمات وإرشادات الشيخ بندلايمون بعظات أمِّه الطيبة الّتي كانت تكلِّمه عن الرَّبِّ دائماً . بدأَ بندلايمون بالنزول عند إرمولاوس من بعد عودته من عند معلِّمه . تابع الشيخ القدِّيس مُُفسِّراً له تعليم ووصايا المسيح . ألتهب قلب الشابِّ من العشق الإلهي . ولقد ثبَّت الرَّبُّ بحسب كثرة رحمته إيمانه بوساطة حدثٍ عجيبٍ .
ذات مرَّةٍ حينما كان بندلايمون عائداُ من عند معلِّمه رأى في الطريق صبيَّاً ميِّتاً عضَّته أفعى . كانت أوَّل شيءٍ قام به بندلايمون إثر ذلك هو أنَّه خاف بعد أن رأى الأفعى المستلقية بجانبه . لكنَّه بعد أن تذكَّر كلام الشيخ حول النعمة والقدرة الإلهيَّة اتَّجه بندلايمون نحو الرَّبِّ يسوع المسيح بصلاةٍ حيث دعا باسمه واستنجد بقدرته الخارقة . فاستيقظ الولد فجأةً وكأنَّه استيقظ من نومه العميق وأمَّا الأفعى فماتت . لقد أنهى هذا الحدث العجيب العمل الّذي بدأه الشيخ . آمن بندلايمون من كلِّ قلبه بالمسيح . أسرع بندلايمون فرحاً وشاكراً الرَّبَّ بالذهاب إلى إرمولايوس وقصَّ عليه ما حدث وطلب منه تعميده .
بعد أن أصبح بندلايمون مسيحيَّاً كان يطلب من الله أن يعرف والده الحقيقة أيضاً حيث أنَّه كان بندلايمون يحبُّ والده كثيراً وحزن لكونه ما يزال بعد وثنيَّاً . لدى إنصاته إلى بندلايمون بدأ أفستروجيوس يتردَّد . وأخيراً نوَّره الرَّبُّ الرحيم بنعمته هو أيضاً .
أصبح بندلايمون طبيباً مشهوراً . وكان مرضى كثيرون يطلبون منه يد العون . ذات مرَّة جيءَ إلى بندلايمون بأعمى والّذي روى له بأنَّ جميع أطباء المدينة قد عالجوه ولكنَّ أحداً منهم لم يستطع أن يشفيه وإن هو شفاه فسوف يدفع له مبلغاً باهظاً . فقال بندلايمون للأعمى منقاداً من روح الله :” إنَّ الشفاء سيمنحك إيَّاه آبَ الأنوار أي الإله الحقيقي بوساطتي أنا عبده الغير المستحق . وأمَّا بالنسبة للمبلغ الّذي وعدتني به فوزعه على الفقراء.”
لدى سماعه لهذه الكلام قال أفستروجيوس لابنه :” يا بنيَّ لا تزعم على شيءٍ يستحيل عليك القيام به ! لقد سمعتَ أنَّه لا أحد من الأطباء استطاع أن يشفيَ ذلك الأعمى فكيف بإمكانك التأمل على النجاح بذلك ؟”
أجابه بندلايمون :” أولئك الأطباء لم يتمكَّنوا من شفاء ذلك الأعمى ولكن ثمَّة فرقٌ كبير بين معلِّميهم ومعلِّمي أنا !”
ظنَّ أفستروجيوس أنَّه يتحدَّث عن معلِّمه أفروسينوس ولذلك قال له :” لقد سمعت يا بنيَّ بأنَّ المعلِّم أفروسينوس قد عالج ذلك الأعمى أيضاً ولكنَّه لم ينجح في ذلك .”
اقترب بندلايمون من الأعمى ولمس عينيه وقال :” باسم ربِّي يسوع المسيح أقول لك : أبصر !” وفي تلك الساعة فُتِحت عيون الأعمى فأبصر . آمن كلٌّ من أفستروجيوس والرجل الّذي كان أعمى إلى ذلك الحين بالرَّبِّ منذهلين من النعمة والقدرة الإلهيَّة . ذهب بندلايمون بهما إلى إرمولايوس الّذي علَّمهم الشريعة المسيحيَّة وعلَّمهم باسم الثالوث الأقدس .
وبعد ذلك بقليلٍ رقد أفستروجيوس تاركاً لابنه ميراثاً كبيراً جدَّاً . حرَّر بندلايمون جميع عبيده بعد مكافأته إياهم بإكرامٍ وأمَّا ميراثه فبدأ يوزعه على الفقراء . كما كان في كلِّ يومٍ يزور المرضى والمساجين والمسكين مقدِّماً لهم يد العون . لقد وهبه الرَّبُّ القدرة على شفاء كلِّ مرضٍ بوساطة اسمه . لم يكن أيُّ مسكين يرحل من عنده دون أن يحصل على عونٍ وتعزيةٍ منه . كان المرضى يتزاحمون عنده على شكلِ جموعٍ غفيرة . وكان جميع الشعب يمجد الطبيب بندلايمون الماهر والمجاني . فسبَّب ذلك حقداً عليه لدى بقية الأطباء . ذات مرَّة التقى بعضٌ من هؤلاء الأطباء في الشارع بالأعمى الّذي لم يتمكنَّوا من شفائه . فلمَّا رأوه أنَّه قد أبصر تعجَّبوا وسألوه من شفاه . فأشار لهم إلى بندلايمون . فقالوا له :” ليس غريبٌ ذلك فإنَّه تلميذٌ عظيمٌ لمعلِّمٍ عظيمٍ إنَّه تلميذ أفروسينوس الطبيب الشهير !” ولكن فيما هم يمدحونه علانيَّة كان هؤلاء يكرهون بندلايمون سرَّاً ويبحثون عن فرصةٍ لعرقلته .
عرف الأطباء من بعد مراقبتهم بندلايمون باستمرار بأنَّه كثيراً ما يزور السجون حيث كان مسجونون الكثيرين من المسيحيين وبأنَّه يشفي المساجين من الأمراض ويساعدهم بأمواله وبأنَّه هو نفسه يؤمن بالمسيح . حينئذٍ أسرع هؤلاء ليشكوه للإمبراطور ماكسيميليانوس . فقالوا له :” يا مولانا إنَّ ذلك الشاب الّذي أنت أمرت بتعليمه مهنة الطب يستخدم صدقاتك للشرِّ . إنَّه كثيراً ما يزور أولئك الّذين يكفرون بآلهتنا ويقدِّم لهم يد العون ويؤمن هو نفسه بالإضافة إلى ذلك بأحدٍ ما يدعى المسيح مقدِّماً له المجد بشفاءاته . إنَّك إن لم تتخذ أيَّة إجراءاتٍ ضدَّه فإنَّه سوف يعمل الكثير من الشرور وسيحوِّل الكثيرين عن العبادة الحقيقيَّة للآلهة .” وكإثبات لزعمهم جاء الأطباء بالأعمى الّذي شاه بندلايمون .
فسأله الملك قائلاً :” قل لي كيف أعاد بندلايمون إليك بصرك ؟”
أجابه الأعمى الّذي شُفِيَ :” لقد لمس عينيَّ ودعا باسم يسوع المسيح فأبصرت .”
فسأله الملك :” وما الّذي تظنُّه أنت ؟ أشفاك المسيح أم آلهتنا ؟”
أجابه :” لقد حاول أطباءٌ كثيرون أن يشفون وطلبوا عون إسكولابُس لكنَّي لم أحصل على أيَّة فائدة ترجى منهم. وأمَّا حينما دعا بندلايمون باسم المسيح فإنِّي أبصرت من فوري . إذن احكم بنفسك يا مولاي من هو الّذي شفاني .”
لم يجد الملك شيئاً ليعترض عليه ولكنَّه رغم ذلك بدأ بإقناع الرجل الّذي كان أعمى بالسجود للآلهة . لكنَّ إيمان الّذي شُفِيَ كان قويا وصادقاً إلى حدِّ أنَّه لا الإقناع ولا التهديد ولا العذاب نفسه قدر على جعله ينكر الرَّبَّ يسوع المسيح . وفي النهاية اشتعل الملك غضباً وحكم عليه بالموت . بعد قتله اشترى بندلايمون جسد ذلك المعترف الثابت بالإيمان من الجند ودفنه .
بعد ذلك أمر الملك بأن يُدعى بندلايمون إليه . تمكَّن بندلايمون من تخمين المصير الّذي ينتظره . لم يخيفه العذاب والموت من أجل اسم المسيح فذهب بندلايمون بفرحٍ وارتياحٍ إلى الملك . أخفى ماكسيميليانوس غضبة في البداية وقبل بندلايمون بلطفٍ وقال له :” ما الّذي أسمعه عنك يا بندلايمون ؟ يقول الناس إنَّك تكفر بالآلهة وتعطي المجد لأحد ما يُدعى المسيح الّذي مات كمجرمٍ . هل نسيت كلَّ رحمتي وصداقاتي وصرت عدواً لي ؟ لا أنا لست أرغب بتصديق ذلك وآمل بأنَّك ستفضح كذب أعدائك بنفسك بعد أن تقوم بتقديم الذبيحة لآلهتنا العظيمة أمام عيون الجميع .”
فأجابه بندلايمون بشجاعةٍ :” صدِّق ذلك الّذي قالوه لك يا مولاي فإنِّي بالفعل قد نكرت آلهتكم الكاذبة والآن أمجِّد المسيح لأنَّني قد اقتنعت من أعماله بأنَّه إلهٌ حقيقي . إنَّه خلق المسكونة كما أنَّه يقيم الموتى ويفتح أعين العميان ويمنح المخلَّعين الصحة والقوة .”
ولكي يبرهن للملك بطلان الآلهة اقترح له بندلايمون بأن يحضروا مريضاً ميئوس من شفائه ويدعوا كهنة الأصنام لكي يسألوا من آلهتهم أن يشفوه . كان كهنة الأصنام يسألون آلهتهم بلا جدوى لشفاء المريض . لكن حينما دعا بندلايمون على المريض باسم الرَّبِّ يسوع المسيح شُفِيَ المريض من فوره .
لدى رؤيتهم لهذه المعجزة آمن الكثيرون من الحاضرين بالرَّبِّ . لكنَّ نعمة الله لم تدنو من قلب الملك . لقد قال كهنة الأصنام للملك حاقدين على بندلايمون :” إن بقي هو حيَّاً فإنَّه سيغوي الكثيرين وسيسخر المسيحيون منَّا. فلذلك مر يا مولانا أن تتمَّ معاقبته بالموت !” بدأ ماكسيميليانوس بإقناع بندلايمون بأن يسجد للآلهة وهددته بالعذاب الشديد نظراً لعدم طاعته حيث أنَّه ذكَّره بموت الشيخ أنثيمُس الاستشهادي . فردَّ عليه بندلايمون :” إن تمكن أنثيمُس الشيخ من احتمال العذاب بثبات فإنَّه يجدر بي ألا أخاف منه كثيراً إذ أنَّني شابٌّ وقويٌّ بدنياً . إنَّ الموت من أجل المسيح هو نعمةٌ بالنسبة لي .”
حينئذٍ أمرَ الملك بأن يوضع بندلايمون تحت العذاب الشديد :” حيث أنَّهم كان يجرحون جسده بأدواتٍ حادَّةٍ . وبعد ذلك كانوا يحرقون جراحه بالنار . وأمَّا بندلايمون فكان يحتمل العذاب بدون أيَّة تردُّد مصليَّاً وقائلاً باستمرار :” يا ربِّي يسوع المسيح كن معي وامنحني الصبر لكي أتمكن من احتمال هذا العذاب !” استمع الرَّبُّ إلى صلاته حيث ظهر له بنفسه ويثبِّته ويقويه في وسط العذاب الشديد .
قرَّر الملك أن يلقيَ ببندلايمون للوحوش ليأكلوه . فأقام مشهداً مرعباً خارج المدينة . واجتمع كلُّ الشعب في اليوم المحدد لكي يشاهد كيف أنَّ الوحوش الشرسة تقوم بتقطيع المسيحي الشاب . أشار الملك لبندلايمون إلى الأسود الغاضبة وقال له :” ترَّحم على شبابك وقدِّم ذبيحةً للآلهة !” لكنَّ بندلايمون فضَّل الموت على إنكار الرَّبِّ . فأتوا عليه بالأسود الشرسة لكنَّ الرَّبَّ قدَّم له يد العون هذه المرَّة أيضاً وكما أغلق في قديم الزمان أفواه الأسود الثائرة على داود هكذا أغلق تلك الثائرة على بندلايمون أيضاً جاعلاً الأسود هادئة كالخراف . لم يصنع الأسود شيئاً بالمسيحي بل أخذت تداعبه . عندما رأى الكثير من الناس ذلك صاحوا قائلين :” عظيمٌ هو إله المسيحيين !” أشعل كلُّ ذلك غضب ماكسيميليانوس . فأسلم أولئك الّذين تجرأوا على تمجيد المسيح للموت واخترع لبندلايمون عذاباً جديداً فقد : أمر بأن يُعلَّق إلى دولاب مجهز بخناجر . بقي بندلايمون الشاب بحماية الله سليماً على الدولاب أيضاً .
فسأله ماكسيميليانوس غاضباً :” من علَّمك السحر ؟”
فأجبه الشهيد القدِّيس :” ليس السحر بل الفضيلة المسيحيَّة قد علَّمني إرمولاوس الكاهن .”
كان بندلايمون يعرف تماماً بأنَّ إرمولايوس لن يخاف من الموت من أجل اسم المسيح ولذلك لم يفكر في أن الإخفاء عن اسمه .
وبالفعل فقد أرسل الملك بندلايمون نفسه ليحضر إرمولاوس إليه . فقال الشيخ لبندلايمون القادم إليه :” لقد جئت إليَّ من أجل الخير يا بنيَّ . لقد حان الوقت لكي أستشهد أنا كذلك من أجل الرَّبِّ فإنِّي قد رأيت الرَّبَّ في الليلة الماضيَّة وهو أخبرني بذلك . هيا بنا لنذهب !”
بعد أوتي به إلى حضرة الملك أعترف إرمولاوس بدون أيَّ خوفٍ بأنَّه مسيحي . ولدى سؤال الملك له هل يوجد لديه شركاءٌ دعا إرمولايوس باسمي اثنين اللّذين كانا يعيشان معه وهما إرميلُس وإرموقراطُس فأوتي بهما للمحاكمة أيضاً .
فسأل الملك المسيحيين :” هل أنتم من حوَّل بندلايمون عن السجود لآلهتنا ؟”
فأجابه المسيحيون :” المسيح نفسه إلهنا هو من يدعو إليه أولئك الّذين يعدُّهم مستحقِّين .”
فقال لهم الملك :” اجتهدوا في أن تحوِّلوا بندلايمون إلى آلهتنا مجدداً وحينئذٍ لن يُغفَرَ ذنبكم الأول فقط بل وستحصلون على مكافأةٍ منِّي .”
فأجابه جميع المسيحيين بثبات :” هذا ما لا نقوى على فعله بل بالأحرى نحن من هم مستعدُّون للاستشهاد من أجل إلهنا .”
بعد أن أقرُّوا بذلك ابتدأوا بالصلاة فظهر الرَّبُّ لهم ومنحهم القوم لأن يستشهدوا . أمر الملك بأن يؤخذ بندلايمون إلى السجن وأمَّا إرمولاوس وإرميلُس وإرموقراطُس فأمر بأن تُقطع رؤوسهم بحدِّ السيف . تقيم الكنيسة المقدِّسة تذكار هؤلاء الثلاثة في السادس والعشرين من تموز .
بعد ذلك دعا الملك بندلايمون مجدداً . وكان قد نوى في قلبه أن يستخدم خدعةً :” أنت الوحيد يا بندلايمون من يعترض على أوامري . إنَّ معلِّمك إرمولاوس ورفقته قد سجدوا للآلهة والآن قد نالوا المكافأة والإكرام . اتَّبع أنت مثالهم أيضاً !”
لكنَّ الشهيد القدِّيس لم يصدِّق هذا الكلام وقال :” مر أن يُدعَوا فإنِّي أودُّ رؤيتهم .”
فأجابه الملك :” ليس موجودين هنا . لقد أرسلتهم إلى مدينةٍ أخرى حيث سيحصلون على الغنى الكثير .”
فأجابه الشهيد :” لقد نطقت بالحقِّ الآن . إنَّك أرسلتهم بالفعل إلى المدينة السماويَّة حيث سيكافئهم الرَّبُّ الإله بكنزٍ لا يُقدَّر بثمنٍ .”
لقد رأى الملك بأنَّه ليس باستطاعته إقناع بندلايمون بأيَّة طريقة أن ينكر المسيح وأمر بقطع رأسه . لقد ذهب الشهيد القدِّيس ليلاقي حتفه منشداً مزامير داود النبي . دفن المسيحيون جسده بورعٍ . كما دوَّنوا سيرته واستشهاده وأرسلوا الخبر إلى الكنائس المقدَّسة لكي تقيم تذكار القدِّيس بندلايمون إلى الأبد . وقد حصل ذلك في سنة 305م .
يُحفظ في دير ” القدِّيس بندلايمون ” الروسي في جبل آثوس جزءٌ من رُفاته .
سير القدِّيسين إصدار السينودُس ( المجمع المقدَّس ) البلغاري سنة 1991 .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)