الاثنين، 17 نوفمبر 2014

الشاب الهندى



الشاب الهندى
قصة حقيقية


ولدت في الهند بعد أن ولدت أمي إخوة كثيرين ماتوا في مرحلة الطفولة ، فكان بقائي على قيد الحياة يعد معجزة. و كانت امي تحتفظ بعبادة الأوثان التي ورثتها عن جدودي ، و نذرت إنها إذ ولدت ولدا ستكرسه لتلك الإلهه ، لذلك ثقبت أذني و وضعت فيهما قرطا ( حلق ) ذهبيا ، فكان ذلك مثار لاستهزاء زملائي بي ، و كانت الديانة الغالبة هي الهندوسية و لكني لم أكن أميل إليها.
كنت في السادسة عشر من عمري عندما بدأت الحرب العالمية الثانية و كان علينا أن نساعد انجلترا ، إلا إن كبار الضباط البريطانيين كانوا يعاملوننا باحتقار لأننا هنود و يعتبروننا درجة ثانية ، و كان من السهل عليهم أن يضحوا بنا عند الخطر و لا يهتمون بعلاج المصابين مننا و كنت عندما أرى ذلك أسأل نفسي أين الله وسط كل هذا ؟
و لكني كنت تحت قيادة شاب انجليزي شعرت إنه يطلب لنا الخير , و عندما علم أن لنا طعام خاص أمر بعمله لنا بل سأل عن مواصفات الفرن الذي يخبز لنا الخبز بالطريقة التي تعودنا عليها ، و كان يأكل معنا أيضا ، فترك ذلك الشاب في نفسي أثرا بالغا رغم بساطته.
و في أثناءالغارات الجوية ، لم يكن ( الشاب الانجليزي ) يسرع للمخبأ بل كان يدعونا للكنيسة و كانت مجرد خيمة مخصصة للعبادة و كنا نذهب معه.  و في يوم كان هجوم اليابانيين شديدا للغاية ، فقلت إن الغارة شديدة جدا و ينبغي أن أذهب للمخبأ ، فقال لي القائد الشاب الانجليزي : سأصلي للرب يسوع و أنتم قولوا أمين على طلباتي. فذهبنا معه للكنيسة و لا تزال كلماته الهادئة ترن في أذني :
" يارب يسوع أعلن قوتك و عظمتك الآن . اثبت لهؤلاء الرجال إنك حي ، احفظهم من الغارة لأجل أحبائهم و أهلهم  عرفهم إنك قادر أن تخلص ليس الجسد من الهلاك و الموت بل النفس من الخطية  "
و عندما خرجنا من الخيمة كان المنظر مذهلا ، أشلاء الرجال متناثرة على جانبي الخيمة ، وكل الناس الذين كانوا في الخارج موتى ، أما نحن الذين كنا في الداخل فلم يصيبنا شيئا . أما هو فقال لنا : إن مسيحه استجاب له و نجانا. فمن هو يسوع الذي نجانا ؟  لقد كان يكلمه كما كان يتكلم مع صديق يقف بجواره.
أما الحادثة الثانية ، فقد كانت عندما صدر لي أمرا باصلاح إحدى الطائرات و في أثناء تجربتها أصيبت الطائرة من العدو ، فأصابتني و أزاحني زميلي من علي مقعد القيادة و تولي هو القيادة حتى وصلنا للمستشفى و كان قد احترق نصف وجهي و فقدت الوعي و عندما رجعت إلي وعي ، سمعت صوت ممرضتان يطلبان من كبار الضباط أن أنتقل لجناح الضباط لكي أنال رعاية أفضل مع أنني لم اكن ضابطا فرفض طلبهما ، و أخذت الممرضتان تعتنيان بي و كأنهما ملاكان حتى استطعت أن أبصر ثانية ،  فلما سألتهما عن سر إهتمامهما بي ، فقال لي : لقد تألم مخلصنا يسوع المسيح لكي ينقذ البشر ، فتعلمنا منه خدمة الآخرين , فتأثرت جدا من كلامهما.
و بعد الموقفين السابقين ، موقف الجندي القائد المسيحي و موقف الممرضتين المسيحيتين ، اشتقت أن أعرف المسيح و صرت من اتباعه.
تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته   ( 1بط 2 : 21 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق