الأحد، 5 أبريل 2015

يسوع هو كلمة حبّ




يسوع هو كلمة حبّ قالها الله ، كان يقول لكل الناس أن لا يتعاملوا مع الله بحرفية الشريعة لأنها خالية من الحبّ، فالله لم يدعو لنخضع له بخوف، بل لنحبّه من كل قلوبنا ونفوسنا وقوتنا وذهننا ونحب قريبنا مثل نفسنا..
لقد نظر يسوع إلى نفسه أنه الراعي الصالح الذي يبحث عن الخراف الضالة، فهو يترك التسعة والتعسون ويبحث عن الخروف الضال. لم يأتي ليسوع لأجل الأصحاء والأغنياء ، بل من أجل المرضى والفقراء والمساكين وهذا يظهر عندما قبل ساكبة الطيب أن تغسل رجليه بدموعها . هذا هو موقف الله من الخاطىء، فهو يريده ويريد خلاصه فهو مات من أجل كل إنسان خاطىء وبصليبه ضم كل إنسان ضعيف ومرذول إلى حضنه ليمنحه حبًا ابديًا. ففي الصليب نجد صورة واقعية للحب الغير المشروط، فحب الله لكل منّا يأتي بمبادرة مجانية وغير مشروطة تماماًا مثل حبه للشعب الإسرائيلي، فحبّه يريد دائمًا أن يرفعنا إلى ملء الحياة، لذلك فعلىَّ أن أتّخذ الحب مبدأ لحياتي
الحب الحقيقي هو المستعد أن يقبل الألم من أجل من يحب ، أما الحب المزيف فهو لا يتحمل أي عاصفة وينتهي ولا يستمر لأنه حب شكلي ، مجرد عواطف ومشاعر وليس حب عميق حقيقي. لذلك فالحب الغير مشروط الحقيقي هو الذي يصمد أمام الرياح ويتحدى الصعوبات والمخاطر من أجل الحبّ.
السيد المسيح له كل المجد احتمل خزي الصليب وعاره من أجلنا ليعلمنا أن كلمة الصليب عن الهالكين هي جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله . لقد استخدم الرب الصليب كعلامة لحبنا وقوتنا ، فمحبة المسيح حتى الصليب هي قوة محولة ، من الخطيئة للبر والقداسة...من الموت إلى الحياة....من الضعف إلى القوة ...الله أعطى مثالاً حيًا لهذا الحب المجاني الغير المشروط ..
أمام الحب تزول الصعوبات والتجارب والآلام، لذلك فيجب أن نقوي إيماننا بيسوع وحبنا له حتى نتحمل الآلام والتجارب من أجله، لأن غالبية البشر يعانون من نقص في المحبة ، أو عدم محبة الله من القلب ، محبة شكلية..محتاجين أن نعمّق محبيتنا لله التي هي المصدر الآساسي لحبنا لبعضنا البعض.

من كتاب : جون بول اليسوعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق