وراثة اللعنة لا الذنب
ينبغي أن نفحص كيف نقل لنا آدم الأب الأول العقاب الذي لحقه من جراء مخالفته؟
قد سمع: "لأنك تراب وإلى تراب تعود" (تك 3)، ومن غير الفساد صار فاسداً وخضع لقيود الموت. وعندما صار للإنسان الساقط بالفعل في الموت اولادٌ، أي هؤلاء الذين وُلدوا منه، وُلدنا نحن فاسدين بما أننا أتينا من الفاسد.
بهذه الطريقة نحن وارثون لعنة آدم.
لكن على أية حال لم نُعاقبَ لأننا مذنبين مع آدم وخالفنا الوصية التي أُوصي بها ذاك، لكن - كما قلت - لأن الإنسان حين صار مائتاً نقل اللعنة للأولاد الذين ولدهم. أي صرنا فانون من الفاني.
لذلك صار ربنا يسوع المسيح آدم الثاني، وبداية ثانيةً لجنسنا بعد آدم الأول. أعاد تشكيلنا وقادنا إلى عدم الفساد مُهيناً الموت ومبطلاً إياه في جسده. بالمسيح إذن انحلَّت قوة اللعنة القديمة. لأجل هذا أيضاً يقول بولس الحكيم: "فإنه إذ الموت بإنسانٍ بإنسان أيضاً قيامة الأموات" ( 1 كو 15)، وأيضاً: "لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيُحيا الجميع" (1 كو 15).
نستنتج إذن أن اللعنة الجامعة والعامة لمخافة آدم هي الفساد والموت، وبالمثل الفداء الشامل (الجامع) للكل تحقق في المسيح. أي أن الطبيعة البشرية في المسيح قد خلعت الموت الذي كان يثقلها، لأن الإنسان الأول صار فاسداً.
لكن والد كل واحد مِنا، بالرغم من أنه قُدِّس من الروح القدس ونال غفران خطاياه، إلاَّ أنه لا يمكنه أن ينقل لنا أيضاً العطية. لأن واحداً هو الذي يقدِّس ويبرر جميعنا ويُحضرنا ثانيةً إلى عدم الفساد، هو ربنا يسوع المسيح. وبواسطة المسيح، هذه العطية تأتي بالتساوي لجميعنا. وكل واحد يحصل على غفران الخطايا من المسيح بواسطة الروح القدس.
جميعنا قد تحررنا من العقاب الذي تثقَّلنا به في البداية - أقصد الموت - الذي امتد إلى الجميع مثل الإنسان الأول الذي سقط في الموت. لأجل هذا أيضاً يشير بولس الحكيم إلى ان الموت "قد مَلكَ من آدم إلى موسى وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم الذي هو مثال الآتي" (رو 5). لكن فيما بعد، عندما أشرق المسيح، أتى البر الذي بررنا بنعمة الله وأبعد الفساد عن جسدنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق