الاثنين، 10 فبراير 2014

« صوم باعوثا نينوى » ♣♣♣ يونان ♣♣♣


« صوم باعوثا نينوى »

صورة: ‏« صوم باعوثا نينوى »

سمي كذلك نسبة إلى مدينة (( نينوى )) عاصمة الآشوريين ..
وهي اليوم أطلال بجوار مدينة الموصل بشمال العراق . وقد صامت هذه المدينة لمدة ثلاثة أيام
بعدما أنذرها يونان النبي ابن أمتّاي أيام ملكها تغلاثفلاسر، وذلك حوالي عام 825 قبل ميلاد الرب ،
والصوم يكون لمدة ثلاثة أيام ويبدأ قبل الصيام الخمسيني الكبير بعشرين يوماً .

والقصة كما هي واردة في العهد القديم .. أن أهل نينوى ازدادت شرورهم فأراد الرب إنذارهم 
بواسطة النبي يونان بن أمتّاي وكان في أيام الملك يربعام الثاني بن يوآش ، 
وكان يونان من قرية(( جث حافر )) في شمالي فلسطين .

وعندما أمر الرب يونان أن ينطلق إلى (( نينوى ))عاصمة الآشوريين
 ويعلن عن خرابها بسبب شرورها .. خاف ، وحاول أن يتملص من هذه المهمة الصعبة 
فهرب في سفينة منطلقة إلى ترشيش( وهي مدينة فينيقية في اسبانيا ) 
فحدث في البحر نوءٌ عظيم عزا البحارة سببه إلى يونان الهارب من وجه آلهه كما كان قد أخبرهم ،
 فألقوه في البحر فابتلعه حوت كبير مكث في بطنه ثلاثة أيام ..

وفي الأخير لفظه الحوت ورماه على ساحل البحر .

فاقتنع يونان بأن ذلك كان عقاباً له لعصيانه أمر الرب ، فانطلق إلى نينوى وأنذر
سكانها بخراب مدينتهم العظيمة وغادرها إلى ظاهرها وهو ينتظر خرابها .

 فكان أن صامت المدينة بأسرها وتابت ، حتى الصغار والحيوانات صاموا ، فغفر الرب
لهم وعفا عن سيئاتهم ..

 إلا أن يونان اغتم لذلك متوهما بأن مصداقيته لدى أهل المدينة اهتزت . 
فظل في مكانه مغتماً وهو يراقب المدينة وكان الجو حاراً عندما غفا ،
 فأنبت الرب يقطينة نمت بسرعة وظللته فارتاح ، إلا أنه وهو نائم أيبس الرب اليقطينة 
فضربت الشمس رأس يونان فاستيقظ مزعوجاً ، فخاطبه الرب قائلاً : 

(( إذا كنتَ قد حزنت على يقطينة إشفاقاً عليها ، أفلا أشفق
 أنا على مدينة عظيمة كنينوى يقطنها هذا العدد الكبير من الناس ؟ )) .

حدث هذا في العهد القديم ، في القرن التاسع قبل الميلاد ..

 أما في العهد الجديد فأن أبناء الكنيسة ورعاتها .. رأوا أن تصوم الكنيسة مثل أهل نينوى
 عندما تعرضت الكنيسة للضيق والاضطهاد .

من ذلك مثلا ما فعله القديس ماروثا التكريتي المتوفى عام 649 ميلادية عندما
تعرضت تكريت لغزو خارجي .. فإن هذا الراعي الصالح طلب من أبناء رعيته أن يصوموا لمدة 
ثلاثة أيام نظير أهل نينوى ، فصاموا ولجأوا إلى كنائس المدينة وانصرفوا إلى الصلاة وتناول القربان ،
 
وكان الأسقف القديس خلال ذلك يرأس الخدمات .. وفي نفس الوقت يفاوض الغزاة الذين كانوا 
يحاصرون المدينة ، وتمكن من إقناعهم بدخول المدينة سلمياً ..
 وكان كذلك إذ لم ترق نقطة دم بسبب حكمة هذا الراعي الحكيم .

ومن ذلك أيضاً أنه في القرن السابع الميلادي وجد في مدينة الحيرة بجنوب العراق أمير فاجر 
طلب بأن تنضم مجموعة من عذارى النصارى إلى حريمه .
فاستولى الجزع على نصارى الحيرة ولجأوا إلى أسقفهم يوحنا الأزرق ، فطلب منهم راعيهم بأن
 يصوموا لمدة ثلاثة أيام مثل أهل نينوى حتى يزيل الرب هذه التجربة القاسية عنهم ..

 فتدفق المؤمنون إلى الكنيسة الكبرى ولجأوا إليها مع أسقفهم وهم صائمون ، وفي ما كان 
الأسقف يوحنا يتلو الإنجيل المقدس خلال القداس في اليوم الثالث دخلت حمامة بيضاء إلى الكنيسة
 ورمت بورقة على الإنجيل المفتوح وغادرت الكنيسة ..

 فتوقف المطران بين دهشة المصلين وفتح الورقة وقرأها بهدوء ..
 ثم رفع رأسه وخاطب المؤمنين والبشر يعلو وجهه قائلاً :
 (( أبشركم يا أولادي ، لقد مات الأمير الفاجر )) . ابن
العبري أحد كبار علمائنا ذكر هذا في تاريخه . 

وهكذا دخل (( الباعوث )) الكنيسة وسمي (( صوم نينوى ))
ونحن عندما نمارس فضيلة الصيام إيماناً منا بأنه انتصار النفس على شهوات الجسد , فصوم الفكر والضمير والقلب والنفس والجسد عن كل الشرور والمعاصي . كقول ابن العبري : الغاية من الصوم إذلال الجسد والأهواء المختلفة , وإخماد الميول الجسدية , لكي تضيء النفس التي أظلمت بظلام المادة , وتتنقى كالمرأة من الأقذار التي تشوهها. 

المراجع : السريان إيمان وحضارة ـ كتاب المواعظ

·._.·°¯ صـوم مبـارك على الجمـيـــــــــع ¯`·._.·

ANISA D. YONAN‏

سمي كذلك نسبة إلى مدينة (( نينوى )) عاصمة الآشوريين ..
وهي اليوم أطلال بجوار مدينة الموصل بشمال العراق . وقد صامت هذه المدينة لمدة ثلاثة أيام
بعدما أنذرها يونان النبي ابن أمتّاي أيام ملكها تغلاثفلاسر، وذلك حوالي عام 82...5 قبل ميلاد الرب ،
والصوم يكون لمدة ثلاثة أيام ويبدأ قبل الصيام الخمسيني الكبير بعشرين يوماً .

والقصة كما هي واردة في العهد القديم .. أن أهل نينوى ازدادت شرورهم فأراد الرب إنذارهم
بواسطة النبي يونان بن أمتّاي وكان في أيام الملك يربعام الثاني بن يوآش ،
وكان يونان من قرية(( جث حافر )) في شمالي فلسطين .

وعندما أمر الرب يونان أن ينطلق إلى (( نينوى ))عاصمة الآشوريين
ويعلن عن خرابها بسبب شرورها .. خاف ، وحاول أن يتملص من هذه المهمة الصعبة
فهرب في سفينة منطلقة إلى ترشيش( وهي مدينة فينيقية في اسبانيا )
فحدث في البحر نوءٌ عظيم عزا البحارة سببه إلى يونان الهارب من وجه آلهه كما كان قد أخبرهم ،
فألقوه في البحر فابتلعه حوت كبير مكث في بطنه ثلاثة أيام ..

وفي الأخير لفظه الحوت ورماه على ساحل البحر .

فاقتنع يونان بأن ذلك كان عقاباً له لعصيانه أمر الرب ، فانطلق إلى نينوى وأنذر
سكانها بخراب مدينتهم العظيمة وغادرها إلى ظاهرها وهو ينتظر خرابها .

فكان أن صامت المدينة بأسرها وتابت ، حتى الصغار والحيوانات صاموا ، فغفر الرب
لهم وعفا عن سيئاتهم ..

إلا أن يونان اغتم لذلك متوهما بأن مصداقيته لدى أهل المدينة اهتزت .
فظل في مكانه مغتماً وهو يراقب المدينة وكان الجو حاراً عندما غفا ،
فأنبت الرب يقطينة نمت بسرعة وظللته فارتاح ، إلا أنه وهو نائم أيبس الرب اليقطينة
فضربت الشمس رأس يونان فاستيقظ مزعوجاً ، فخاطبه الرب قائلاً :

(( إذا كنتَ قد حزنت على يقطينة إشفاقاً عليها ، أفلا أشفق
أنا على مدينة عظيمة كنينوى يقطنها هذا العدد الكبير من الناس ؟ )) .

حدث هذا في العهد القديم ، في القرن التاسع قبل الميلاد ..

أما في العهد الجديد فأن أبناء الكنيسة ورعاتها .. رأوا أن تصوم الكنيسة مثل أهل نينوى
عندما تعرضت الكنيسة للضيق والاضطهاد .

من ذلك مثلا ما فعله القديس ماروثا التكريتي المتوفى عام 649 ميلادية عندما
تعرضت تكريت لغزو خارجي .. فإن هذا الراعي الصالح طلب من أبناء رعيته أن يصوموا لمدة
ثلاثة أيام نظير أهل نينوى ، فصاموا ولجأوا إلى كنائس المدينة وانصرفوا إلى الصلاة وتناول القربان ،

وكان الأسقف القديس خلال ذلك يرأس الخدمات .. وفي نفس الوقت يفاوض الغزاة الذين كانوا
يحاصرون المدينة ، وتمكن من إقناعهم بدخول المدينة سلمياً ..
وكان كذلك إذ لم ترق نقطة دم بسبب حكمة هذا الراعي الحكيم .

ومن ذلك أيضاً أنه في القرن السابع الميلادي وجد في مدينة الحيرة بجنوب العراق أمير فاجر
طلب بأن تنضم مجموعة من عذارى النصارى إلى حريمه .
فاستولى الجزع على نصارى الحيرة ولجأوا إلى أسقفهم يوحنا الأزرق ، فطلب منهم راعيهم بأن
يصوموا لمدة ثلاثة أيام مثل أهل نينوى حتى يزيل الرب هذه التجربة القاسية عنهم ..

فتدفق المؤمنون إلى الكنيسة الكبرى ولجأوا إليها مع أسقفهم وهم صائمون ، وفي ما كان
الأسقف يوحنا يتلو الإنجيل المقدس خلال القداس في اليوم الثالث دخلت حمامة بيضاء إلى الكنيسة
ورمت بورقة على الإنجيل المفتوح وغادرت الكنيسة ..

فتوقف المطران بين دهشة المصلين وفتح الورقة وقرأها بهدوء ..
ثم رفع رأسه وخاطب المؤمنين والبشر يعلو وجهه قائلاً :
(( أبشركم يا أولادي ، لقد مات الأمير الفاجر )) . ابن
العبري أحد كبار علمائنا ذكر هذا في تاريخه .

وهكذا دخل (( الباعوث )) الكنيسة وسمي (( صوم نينوى ))
ونحن عندما نمارس فضيلة الصيام إيماناً منا بأنه انتصار النفس على شهوات الجسد , فصوم الفكر والضمير والقلب والنفس والجسد عن كل الشرور والمعاصي . كقول ابن العبري : الغاية من الصوم إذلال الجسد والأهواء المختلفة , وإخماد الميول الجسدية , لكي تضيء النفس التي أظلمت بظلام المادة , وتتنقى كالمرأة من الأقذار التي تشوهها.

المراجع : السريان إيمان وحضارة ـ كتاب المواعظ

·._.·°¯ صـوم مبـارك على الجمـيـــــــــع ¯`·._.·

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق