الأربعاء، 4 يونيو 2014

عم باسيلى والبابا كيرلس




البابا كيرلس يجلس على الرصيف بجوار شحات
عم باسيلى رجل فقير جداً متسول أو شحاذ لا يعرفه أحد كان يتنقل من رصيف إلى آخر يفترشة وأنتهى به الأمر إلى الرصيف الذى بجانب الكاتدرائية القديمة بالأزبكية , وكان كثيراً من الأقباط يعطونه القليل من المال أو الطعام وفى يوم من الأيام مر أمام باسيلى كاهناً فقال له : " أبعتلى البابا كيرلس " فقال له الكاهن : " حاضر يا باسيلى بيه .. هابعتلك البابا عشان يشرب مع ساعدتك كباية شاى هنا على الرصيف " وذهب الكاهن ولم يخبر البابا لأنه أستهان بالفقير المتسول عم باسيلى ونزل البابا لصلاة العشية وبعد أنتهائها خلع عمته ووضعها على الكرسى الرسولى لمار مرقس الرسول ولبس عبايته وترك عصا الرعاية وخرج مسرعاً إلى الشارع وتبعه تلاميذة خوفاً عليه فقال لهم أرجعوا ,لكنهم لم يرجعوا وتبعوه من بعيد وذهب إلى الرصيف المجاور للكاتدرائية ووطى على عم باسيلى فقال له : " معلهش يا ابنى .. محدش قالى " فقال له عم باسيلى اقعد فجلس البابا بجانبه على صندوق من الخشب واطئ وتكلموا حوالى ربع ساعه وفى النهاية سمعه الخدام يقول لعم باسيلى : " أذكرنى يا ابنى أمام المسيح وأنا سأقف منتظر فى الشباك الساعه 11 " ثم نادى البابا على أحد الخدام الواقفين بعيد وقال : " خد بإيدى ياأبنى ووقفنى " وفى الساعة 11 ليلاً كان البابا كيرلس واقف فى شباكه يراقب ناراً متحركة مصدرها الرصيف وصاعدة إلى السماء وكانت تتضائل وهى صاعدة ثم قفل شباكه , وأنزعج الخدام من رؤية هذه النار وذهبوا إلى مصدرها فوجدوا عم باسيلى قد فارق الحياة ورأسه متدلى من على الرصيف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق